Tuesday, May 15, 2007

الموت علي شرف يسري الجمل

لم تعرف أميرة «١١ عاما»، ما إذا كان الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم، يستحق التشريف أو الترحيب أم لا يستحق، لم تقع الفتاة الصغيرة في غرامه، حتي تخرج مهللة مرحبة بزيارته «التاريخية» لمحافظة قنا، ومدرستها المتواضعة في قرية كلاحين بمركز قفط، لم تعرف ما إذا كانت زيارة هذا الوزير مهمة أم عادية، ستؤثر في مسيرة التعليم وتنهض به أم ستمر بلا جديد مثل غيرها؟!

كل ما عرفته الفتاة الصغيرة، أنهم ساقوها مع زميلاتها في مدرسة «نجع معين» الابتدائية للوقوف في طوابير الترحيب والتشريف بـ«صاحب المعالي»، مثلما يساق عساكر الأمن المركزي، والمخبرون للعب دور المهللين لأي مسؤول.

وقفت أميرة في طابور التشريفة، لا حائل بينها وبين شمس الصعيد الحارقة، طالت وقفتها، وتصببت عرقا من كل مسام جسدها الصغير، وبينما مسؤولو التربية والتعليم مسرورون من نجاحهم في «تظبيط» الوزير، والأخير بدوره سعيد بزفة «النفاق» التي استقبلته، والابتسامات المصطنعة والكلمات المأثورة التي ترفعه إلي درجات الفاتحين والمصلحين، كانت أميرة تسقط مغشيا عليها، بعد أن أجهزت عليها «ضربة شمس»، وسلمت روحها البريئة الطاهرة إلي السماء.

خرجت أميرة صباح الاثنين ٧ مايو الجاري، والابتسامة تعلو وجهها كعادتها، وعادت في آخر النهار جثة هامدة، فارقت حضن أمها في الصباح علي أمل أن تعود إليه بعد نهاية اليوم الدراسي، لكن الأم المكلومة تقول: «فارقت ابنتي حضني إلي الأبد.. قتلها يسري الجمل ورجاله.. قتلوها».

الأب المجروح محمد عطا أحمد «٤١ سنة»، ينفي أن تكون ابنته عانت في أي وقت من مرض، ويقول: كانت البكرية علي ٣ أشقاء، لكنهم أوقفوها لساعات طويلة في الشمس الحارقة.. حتي ضاعت أميرة.

عمها ناصر عطا يروي تفاصيل المأساة: سقطت أميرة أثناء وقوفها في تشريفة الوزير علي الشارع المواجه للمدرسة، حملتها وأسرعت إلي الوحدة الصحية، وفشلنا طوال ٤ ساعات في إفاقتها، أسرعنا بها إلي مستشفي قفط المركزي، فوجئنا بعدم وجود طبيب مختص، وفي طريقنا إلي مستشفي حميات قنا كانت روحها قد صعدت إلي السماء.

أنهي يسري الجمل زيارته إلي قنا، وعاد إلي مكتبه في القاهرة، بينما كانت أسرة أميرة تصارع أحزانها، خصوصا حين جاءهم رد الفعل الرسمي الوحيد من إدارة المدرسة، خطاب يقول: «رجاء إفادتنا بشهادة وفاة الطالبة أميرة محمد عطا أحمد حتي يتسني لنا رفع اسمها من سجلات القيد بالمدرسة».

>>> لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

>>> وإذا المؤؤدة سئلت بأي ذنب قتلت <<<

>>> متي تحترم أدميت الإنسان المصري وكيف يدفعوا الطلاب للشارع للترحيب بالوزير ولماذا لا يذهب الوزير بنفسه لزيارة المدارس وتفقد أحوالها وهل يعرفون أن الطلاب والطالبات بعضهم لم يفطر وهل وزعوا عليهم في انتظار الوزير أكل وعصائر ومياه

>>> أخاف إن تعثرت دابة في العراق أن يسألني الله عنها أين أنت يا أبن الخطاب

>>> يارب خلص الشعب المصري من القهر والذل الذي يعيشه بأيدي أبنائه